













مليشيا الحوثي

تستغل مليشيات الحوثي عواطف القبائل الموالية لها، وتتظاهر أمامهم بأنها تمثّل الامتداد الطبيعي لهويتهم الدينية والاجتماعية. تراهن على إرث طويل من المشاعر المتوارثة، والوشائج القبلية، والأحكام المسبقة التي صيغت بعناية عبر سنوات من الخطاب الطائفي المُمنهج.

لا تزال القبيلة في مأرب تحافظ على حضورها الصلب، متمسكةً بنظامها القبلي والوجاهي الذي توارثته الأجيال. هذا التمسك بالجذور قد يصطدم أحيانًا، بوعي أو من دونه، مع نظام الدولة الحديثة.

الأسابيع القادمة والتطورات والتغيرات الإقليمية كفيلة باختبار وإثبات الفرضيات والحقائق المتعلقة بالصراع في اليمن منذ عقدين وقد وصل الأمر إلى نهايته.

مرّ عيد الأضحى، وارتسمت على وجوه الأطفال البسمات، وعلت أصوات الفرح في كل بيتٍ يمني رغم الأوجاع . لكن في زاويةٍ قصيّة من هذا الوطن المثخن بالجراح، كان العيد يمرّ محملاً بغيابٍ موجع. غيابٌ ليس كأي غياب، بل هو غياب الكاتب محمد دبوان المياحي، الذي قضى أكثر من تسعة أشهرٍ قسرًا خلف قضبان سجون مليشيا الحوثي.

منذ 2017 تحديداً، شرع الحوثيون والأجهزة التابعة لهم في الحديدة، بتضييق الخناق على أبناء تهامة وملاحقة الناشطين. اعتقل من اعتقل وبقي من بقي وفر من فر إلى مناطق الشرعية ليستأنفوا عملهم الصحفي. لم يكن أبناء الحديدة يبالغون بحجم التهديدات التي يتعرضون لها.

ذكرى تحرير عدن تذكير بمعركة مقدسة لأجل الكرامة، وتاريخ بحاجة للتوثيق لا مجال فيه للمزايدات ولامكان للمتسلقين، وتضحيات تفرض الوفاء لها، ومليشيات لاتزال تتربص بعدن، وواقع فرضُ لايمكن قبوله.